الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد ظهر في تلك الآونة بعض الناس ممن يقرأون القرآن بما يُسَمَّى ب"المقامات"
وهذا لم يكن فقط في تلك الآونة
بل كان في ما سبق
ولكنه إستشرى في تلك الآونة وانتشر بصورةٍ كبيرة!!!
فأحببت أن أنبه عليه حتى لا يقع شباب الأمة في شباك ها أُولاء المنخدعين بزهرة الشهرة وكثرة المال
والله المستعان...
فلقد أمرنا الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بترتيل القرآن وتحسين الصوت به
فقال الله تعالى:
{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [سورة المزمل,4]
وقال صلى الله عليه وسلم:
" زينوا القرآن بأصواتكم "
رواه الترمذي من حديث البراء ابن عازبٍ رضي الله عنه
وصححه الشيخ الألباني رحمه الله
وهذا يدل على أن ترتيل القرآن مأمورٌ به شرعاً
فلا حرج في ذلك بل هو الواجب
فعلى كل مسلمٍ أن يرتل القرآن المجيد
فإن ذلك أدعى لتدبره
ولا يقرأه قراأةً عجلاء
فهو كلام الرحمن الرحيم
المنزل على نبيه الأمين
بلسانٍ عربيٍّ مبين...
وأما ما يفعله بعض أرباب الطرب من إدخالٍ لألحان أهل الفسق والفجور في كتاب الله
فهذا لا يجوز
ويأثم صاحبه بفعله
وهذا الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
يأتي على الناس زمانٌ يُتَّخَذُ فيه القرآن مزامير...
وهذا من إتخاذ القرآن مزامير
وذلك التطريب المنهي عنه هو الذي يفعله بعض من يتصفون بأنهم قراء
وهو حرامٌ كما ذكرت.
فإن قال قائل:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:من لم يتغنَّ بالقرآن فليس منا
حين أذٍ نقول:
إن الأمر فيه تفصيل
وقد وضحه ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع{زاد المعاد من هدي خير العباد}
حيث قال:
والتغني بالقرآن على قسمين
أحدهما تحسين الصوت به بما تقتضيه طبيعة البشر
وهذا المأمور به
والثاني التغني على ألحان أهل الفسق والمجون وهذا المنهي عنه
وإذا تفكرنا في قضية المقامات نجد أنها من ألحان أهل الفسق
فإنها ما جُعِلت إلا للغناء
فكيف يُدخِلونها في كتاب الله العزيز؟!!
وقد يأتيك بعضهم فيقول:
قال صلى الله عليه وسلم:
إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها
فنقول له:
إن دليلك باطل
فهذا الحديث رواه البيهقي في الشعب
والطبراني في الأوسط
وهو حديثٌ منكر
وإذا سلمنا لهم جدلاً بالدليل مع بطلانه:
فنقول
إن مقاماتكم هذه ذات أصولٍ يونانيةٍ وفارسية
وذلك باعترافكم
فكيف تكون هذه هي لحون العرب وأصواتها المذكورة؟!
وأنا للعرب بهذه المقامات؟!
ثم إن دليلكم المذكور قد قمتم ببتره بتراً يخل بمعناه ويوصلكم لما تريدون
لإيجاد مخرجٍ لكم ولما تزعمون
فبقيته:وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتاب,وإنه يأتي بعدي أقوامٌ يرجعون بالقرآن كرجع الغناء والنوح,مفتونةٌ قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم فعلهم...!!!
وهذا الأمر يتحقق فيكم
وقد نُهِيَ عنه في دليلكم الذي تستدلون به على تحليلها!!!
فالله المستعان
وحتى لو توسطنا في أمرها جدلاً
فهي من الشبهات التي قال صلى الله عليه وسلم فيها:
فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه
هذا من باب الجدل
وإلا فهي حرامٌ قطعاً
ولم يثبت عن أحدٍ من العلماء سلفاً وخلفاً قديماً وحديثاً إجازتها
فأقول لكم:إتقوا الله وراجعوا أنفسكم
واذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار...
وأخيراً:أوصي إخواني بالإبتعاد عن هذا الأمر
والبعد عن مواطن الشبهات
ونسأل الله لنا ولكم الهداية والنجاة
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
والحمد لله رب العالمين...
تعليق